قصيدة الاطلال
يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطـلال
واروا عني طالما الدمع رواه
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجـوى
لست أنساك وقـد أغريتنـي
بفمٍ عـذب المنـاداة رقيـق
ويـدٍ تمتـد نحـوي كـيـدٍ
من خلال الموج مدّت لغريق
وبريقٍ يظمـأ السـاري لـه
أين في عينيك ذيّاك البـري
يا حبيباً زرت يومـاً أيكـه
ائر الشـوق أغنـي ألمـي
لك إبطـاء المـذل المنعـم
وتجنـي القـادر المحتكـم
وحنيني لك يكوي أضلعـي
والثواني جمرات في دمـي
عطني حريتي أطلـق يديـا
إنني أعطيت ما استبقيت شيئا
آه من قيدك أدمى معصمـي
لم أبقيه ومـا أبقـى عليّـا
مع احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسـر والدنيـا لديّـا
أين من عيني حبيب ساحـر
فيـه عـز وجـلال وحيـاء
واثق الخطوة يمشـي ملكـاً
ظالم الحسن شهي الكبريـاء
عبق السحر كأنفاس الربـى
ساهم الطرف كأحلام المساء
أيـن منـي مجلـس أنـت
بفتنة تمـت ستـاء وسنـاء
وأنـا حـب وقلـب هـائ
وفـراش حائـر منـك دنـا
ومن الشوق رسـول بيننـا
ونديـم قـدم الكـأس لـنـا
هل رأى الحب سكارى مثلنا؟
كم بنينا مـن خيـال حولنـا
ومشينا فـي طريـق مقمـر
تثـب الفرحـة فيـه قبلنـا
وضحكنا ضحك طفلين معـاً
وعدونـا فسبقـنـا ظلـنـا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق
وأفقنـا ليـت أنّـا لا نفيـق
يقظة طاحت بأحلام الكـرى
وتولى الليل والليل صديـق
وإذا النـور نذيـرٌ طـالـعٌ
وإذا الفجر مطلٌ كالحريـق
وإذا الدنيـا كمـا نعرفـهـا
وإذا الأحباب كلٌّ في طريق
أيـهـا السـاهـر تغـفـا
تذكـر العهـد وتصـحـو
وإذا مـا الـتـأم جــرح
جــدّ بالتـذكـار جــرح
فتعـلّـم كـيـف تنـسـى
وتعـلّـم كـيـف تمـحـو
يا حبيبي كل شيـئٍ بقضـاء
مـا بأيدينـا خلقنـا تعسـاء
ربمـا تجمعـنـا أقـدارنـا
ذات يوم بعد ما عز اللقـاء
فـإذا أنكـر خــل خـلـه
وتلاقينـا لقـاء الغـربـاء
ومضى كـل إلـى غايتـه
لا تقل شئنا فـإن الله شـاء
والقصيده للشاعر الراحل الدكتور
( ابراهيم ناجى )