هزيمة إفريقية وقبلها تعادل محلى يلقيان بظلالهما على مباراة الغد بين الأهلى وطلائع الجيش فى الأسبوع الثانى من الدورى الممتاز المصرى ، والتى يسعى من خلالها "الأهلى" إلى العودة ذهنيا وفعليا إلى بطولته المحلية التى بدأها بداية ليست جيده بتعادل سلبى من كل الوجوه أمام "اتحاد الشرطة" فى الأسبوع الأول .. والطريف أن الفريقين يحتلان – ولو مؤقتا – المركزين الثانى والثالث عشر فى الترتيب بناء على نتائج كل منهما فى الجولة الأولى .. ولن تكون مباراة سهلة أبدا فى ظل تاريخ مواجهات الفريقين فى الموسمين الأخيرين ، وهى المباريات التى شهدت ندية كبيرة للغاية جعلت منها مواجهة شاقة للغاية على لاعبى الأهلى الذين يسعون دوما للفوز .. فهل يتمكن أحد الفريقين من تحقيق الفوز الأول له فى البطولة ؟
الأهلى يعود إلى الدورى المحلى لمواجهة "شاقة" أمام طلائع الجيش
لم يتمكن فريق طلائع الجيش – المضيف – من تحقيق الفوز فى اللقاء الأول له امام المصرى البورسعيدى وخسر بهدفين مقابل هدف ، وبالتالى لن يقبل بسهولة التخلى عن نقاط المباراة الثلاثة ، وقد يكون التعادل جيدا بالنسبة له أيضا فى مواجهة الاهلى ، إلا أن المتابع للبطولة الحالية والموسم الماضى سيدرك أن الامور لم تعد كما كانت سابقا ، فالفرق المصرية – حتى الصاعدة منها- لم تعد تخشى أو ترهب الأسماء الكبيرة ، فالكل قادر على تحقيق الفوز على أى منافس مهما كان حجمه أو اسمه .. وبالتالى كان التحذير للاعبى الاهلى من قبل الجهاز الفنى من تلك المباراة فى محله تماما ، وخاصة مع سابق العناد وخشونة التعامل المقبولة فى مواجهات الفريقين خلال الموسمين الماضيين .. ولن يترك الكابتن فاروق جعفر فرصة أن يحدث بلبلة فى الوسط الرياضة لو حقق فريقه الفوز على بطل الدورى المصرى الدائم ، فهل يفعلها جعفر ؟
موقف الفريقين فى البطولة الحالية
المشكلة لن تكون فى الامور الفنية فى الملعب ، لأن المنطق والأسماء وفارق الخبرة والنجومية يؤكدون جميعا على أن المباراة يمكن أن تنتهى لصالح الاهلى ولاعبيه بقليل من التركيز والحيوية والمرونة فى الفكر والأداء ، وبالطبع فكرة القدم لا تعترف بمثل هذه البديهيات ، وللأسف وضع الأهلى نفسه مبكرا فى وضع متأزم قليلا بعد تعادله مع اتحاد الشرطة فى البداية وعدم تقديمه لمباراة جيدة المستوى ، وأتبعها مباشرة بخسارة مستحقة – كرويا داخل الملعب – امام شبيبة القبائل الجزائرى حتى مع الاعتراف بوجود عوامل مؤثرة ، إلا انها لم تدفع الفريق لتقديم أداء لا يمت لكرة القدم بأى صلة ... وبات الامر فى حاجه إلى ثورة داخل نفوس نجوم الأهلى للعودة سريعا إلى سابق العهد .. فتحقيق الفوز العريض على فريق طلائع الجيش ومع أداء قوى يحمل بعض التطوير أو الابتكار والمتعة ، سيكون كافيا لتوهج الفريق من جديد والعودة سريعا إلى تألقه المعروف عنه .. وخاصة مع قرب لقاء العودة الإفريقى الهام جدا لحسم قدر كبير من مصير الفريق فى البطولة ..
جماهير الأهلى ثارت – ومعها كل الحق – على أحداث مباراة الشبيبة وليس فقط الاجواء السيئة قبل وأثناء وبعد المباراة ، ولكنها غضبت بكل الفهم من المستوى الفنى للمباراة من جانب لاعبى الاهلى وإدارة اللقاء خارج الخطوط ، والحقيقة أن الأهلى قدم مستوى فنى متواضع للغاية طوال فترات اللقاء ، وتعجبت من بعض التصريحات التى استمعنا إليها حول أن الاهلى قدم مباراة متميزة فى الشوط الثانى !! .. وما تابعناه سويا من التحليل الرقمى للقاء – لأن التحليل الفنى قد نختلف فيه وكثيرون أقدر منا على الحكم الجيد على الفريق والأداء – كشف تماما عن أن الأهلى بجبروته وقوته قدم أداء هجومى أسوأ مما يمكن تخيله ، وبات الأمر فى حاجه إلى الاعتراف بحقيقة الأمور وأن المخطئ الحقيقى يجب أن يراجع نفسه لكى لا يظهر كل هذا الكم من النجوم والأسماء الكبيرة والمواهب الهائلة بهذا الشكل غير اللائق !
ويجب أن يدرك الجميع مبكرا ومنذ البداية ، أن بطولة هذا الموسم ستكون امتدادا لقوة وندية البطولة السابقة بل وستزيد عليها فى ظل مبالغ كبيرة تم صرفها من اجل تدعيم أغلب الفرق المشاركة ، ولم يعد هناك فارق بين فريق عريق فى نشأته وبين حاصد لبطلات أو فريق صاعد حديثا ، فالكل يعمل بكل قوة واجتهاد من أجل وضع نفسه فى مكان لائق على الخريطة الجديدة للكرة المصرية التى تتبدل وتتغير بشكل سريع للغاية .. وبالتالى ، فعلى الاهلى ، كبير الكرة المصرية ، أن يبذل مجهودا أكبر للحفاظ على مكانته الرفيعة والتى بالتأكيد يمكن ان تستمر بقوة أكبر بعد التغلب على تلك العراقيل البسيطة ، والطبيعية جدا فى عالم كرة القدم ..
فالغيابات وتقلص قائمة اللاعبين فى بعض المراكز يجب أن تختفى من قاموس الفريق على الأقل فى الفترة الحالية حتى الانتهاء من المرحلة الحرجة التى يمر بها الفريق ، وهى ليست بهذا السوء ، ولكن علينا أن نذكر ونحذر ونوقظ الكل من أجل تصحيح أمور بسيطة قبل ان تتضخم وتصنع مشكلة لم تكن فى الحسبان من الأساس ... وتظل عودة "محمود فضل" و استعداد "أسامة حسنى" للمشاركة أمر فاصل فى الشكل الهجومى للفريق ، والذى تأثر بشدة خلال الفترة الماضية ، ويجب معه ان يعود النجم الكبير ( محمد أبو تريكه ) إلى موقعه المفضل ليقود الفريق بمهارته وخبرته مع ( محمد بركات و أحمد حسن وأحمد فتحى ) نحو تحقيق المزيد من الفوز الذى اعتاد عليه جمهور الأهلى العظيم .... لدينا كم كبير من النجوم يحتاجون فقط إلى اللمسة الأخيرة لعمل التوافق المطلوب بينهم فوق أرضية ميدان اللعب ..
طلائع الجيش لن يكون اللقمة السائغة كما قلنا ، ويمتلك الفريق عدد من اللاعبين كافيا لتحقيق الفوز على أى فريق ببعض التركيز ، على رأسهم الهداف المميز للغاية ( آرنست بابا آركو ) و حسام عبد العال ، طلعت محرم – أفضل بديل فى الدورى المصرى فى الموسم الماضى باحرازه 4 أهداف كلها عقب مشاركاته كبديل – وصلاح أمين ... وتحت قيادة فاروق جعفر الذى عادة ما يخرج كل ما فى جعبته فى مثل هذه المباريات الكبيرة ، فى ظل انشغاله الدائم بتحليل مباريات الفرق الأخرى فى استوديوهات التحليل للمباريات !
مواجهات الفريقين السابقة
واجه الفريقان بعضهما البعض فى 12 مناسبة سابقة فى بطولة الدورى ، لم يخسر فيها الأهلى قط أمام الطلائع ، حيث حقق الفوز فى 9 مباريات محرزا 27 هدف فى مرمى الجيش ، بينما تعادل الفريقان فى 3 مباريات كان آخرها الدور الثانى من بطولة الدورى الماضى ( 2 / 2 ) .. وأحرز لاعبو الطلائع 8 أهداف فقط فى مرمى الاهلى !
أتوقعها مباراة عنيفة فى إطار قانون اللعبة ، عصيبة وشاقة للغاية .. وإن كنت أتمنى ان ينهيها الاهلى مبكرا وبفوز مقبول لكى ينفض عنه غبار الفترة الماضية